جدتي العجوز .. وخريف العمر .. الج ــراح

جدتي العجوز .. وخريف العمر

عندما يعود الخريف كل سنة

اقف حائرا ً ارى هول الموقف

لأجد الاشجار قد عريت من اوراقها

وارى الطيور تهاجر الى البعيد

لأجد نفسي ألملم ما تبقى من ذكريات الصيف

لأجمعها واضعها داخل تلك الحقيبة

هذه الحقيبه اذكرها منذ عامي الخامس بالحياة

كل خريف اجمع بها فتات الصيف من الالعاب وملابس صيفية

لأجد نفسي مجرد كتلك الاشجار التي اقف تحتها حائرا كل سنة

لكن الشيء الوحيد الذي أحبه بالخريف تلك العجوز الجالسة قرب المدفئه

تنتظرني بشوق لتروي لي قصص خرافية كنت ارتعب وقتها حين سماعها

من منا لا يذكر تلك القصص الجميلة التي ادخلت الرهبه الى قلبنا في يوم

والان اصبحت محض خزعبلات نبتسم حين نسمعها

لكننا ننتظر اليوم الذي نحضن حفيدنا بها ونروي ذات القصص الخرافية

لنتذوق بها حلاوة الموقف الذي رأيناه في عين اجدادنا وقتها

لنهم بالقهقها وارتشاف الشاي كما كانت تفعل جدتي

تلك العجوز التي مضى عليها غابر الزمان بحلوه ومره

نرى بعينها نظرات الامل لترى حفيدها اصبح رجل ويلملم متاعه

مصحبا ً معه تلك الحقيبة التي ورثها جامعا ً بها فتات العمر من طفولة وشباب

ليرى نفسه اصبح رجل مسؤولا ً عن حياته وعن كل شيء يدور حوله

ليجول العالم باحثا ً عن كيان لنفسة كما خطط ورسم له القدر

ليجد نفسة يعود كل اسبوع لتلك الجدة الفرحه بعودته

مرحبا ً ومهللا ً مبتسما ً محتضنا ً حفيدها

تلك هي جدتي التي اكن لها كل الاحترام

هذه القصة واقعيه واظنها حصلت مع الكثير

لكن بأختلاف الاشخاص قد يكون هذا العجوز رجل وقد تكون امرأه

لكن اظن انه نفس الشعور من الفرحة الذي يغمرنا

حين العودة لرؤيتها كل نهاية أسبوع .

أحمد الجراح .. 23/02/2010 الثلاثاء